Sunday, October 16, 2016

الفاشية في الفن: ثلاث نقلات - بقلم دانة داود ، ترجمة ظافر عبد الحق.

  
النقلة الأولى 

Vienna Philharmonic and the Jewish musicians who perished under Hitler

الشخص الذي يخبرني بأن الموسيقى لا تعني له شيئا يصبح، بالنسبة لي، انسانا مائعا فور قوله هذا ، فالموسيقى تحاكي ما هو حميمي في الانسان ... شخص لا يفهم "باخ" هو انسان مهدور بالضرورة – ايميل سيوران 
 
المائع هو ذلك الأصم الذي يفتقد لكل ما هو حميمي ، وهو من لا يعرف ما الموسيقى ومن لا يفهم باخ .  
ما هي الموسيقى؟ من و ما هو باخ؟ كيف تحمل الموسيقى معنى ما لشخص ما؟ ما الذي تعنيه الموسيقى؟ كيف يمكن لشخص أن يفهم باخ؟ ما الذي يمكن أن يعنيه كون الانسان مهدورا ؟  
الموسيقى لا تعني لي شيئا ، هي شيء أحاول فهمه وأعجز ، الموسيقى ليس لها أي معنى ، لا وظيفة تؤديها الموسيقى ولا حيز تشغله في حقل المعنى.  
فلننضم إلى الجموع المائعة الصماء المفرغة من كل ما هو حميمي .  
الموسيقى : فيضان الجموع المائعة الصماء الجوفاء، تتخبط تائهة فتصدر أصواتا كذبذبات أمواج البحر. 


بذات النفس ، ولكن بلسان مختلف ، مدح سيوران هتلر كما مدح باخ . الفن يسمح بالأمرين . 
 
"لعبت الموسيقى دورا مهما في المجتمع النازي حيث تم استخدامها كأداة في يد البروباغاندا النازية ، فلقد كانت هناك منافسة _بل مزاحمة_ شديدة بين أوركسترات برلين و فينا الفيلهارمونية ، وقد يكون انضمام العديد من الموسيقيين للحزب النازي انذاك ليس سوى سعيا للتقدم في مهنتهم."  
الفن يسمح بالأمرين  
.    
-----------------------------  
النقلة الثانية 
Image result for picasso guernica

أطراف ملتوية / أذرع مشدودة / رقاب ممطوطة/أفواه مفتوحة / أفواه فارغة من الصرخات / حصان / أفواه/ أفواه / أفواه / عيون / نار / نار أحادية اللون / رمادي / أسود / أبيض / نار / خوف تجريدي / رعب تجريدي / ثور / ثور وامرأة تحمل طفلا ميتا/ امرأة تحمل رأسها وصرختها/ خوف/ رعب/ ورق جرائد / جرائد / أخبار / أخبار عاجلة / أخبار فورية / رعب فوري / حرب / غرنيكا . 
 
"أنا أرسم الأشياء كما هي" يقول بيكاسو .  
امرأة تحمل طفلا ميتا . "كانت البلدة مأهولة بأكثرية من النساء والأطفال"  
حدث أن سأل أحد الضباط الألمان بيكاسو عندما كان يعيش في باريس ابان الاحتلال النازي لها ، عندما رأى صورة للوحة غرنيكا في شقته :- هل قمت أنت برسمها؟  
أجاب بيكاسو : كلا ، أنت من قام بذلك .  
اذا قمت بالبحث عن كلمة "غرنيكا" في محرك غوغل ، ستجد أن أول مقالتين تظهران هما عن لوحة بيكاسو أولا ، تليها البلدة المدمرة .  
عندما أعيدت اللوحة إلى اسبانيا في سبتمبر 1981 تم عرضها خلف زجاجي مضاد للرصاص  
لم تقدر أن تحمي البلدة ، فلتحم اللوحة .  
"لأنه لم يكن مسموحا لأحد، أثناء الحكم الفاشي (1939-1975) أن يتكلم عن القصف والدمار الذي حل بغرنيكا ، فقد تم سلب الناجين فرصتهم في تجاوز ذكرياتهم الفظيعة والمؤلمة حول ما جرى "  
"اليوم في ألمانيا ترتبط كلمة "غرنيكا" بلوحة بيكاسو الشهيرة أكثر من ارتباطها بالمدينة الاسبانية الصغيرة التي دمرها الألمان"  
تم اذا سلب كلمة "غرنيكا"  
الفن يسلب .
----------------------------- 
 
النقلة الثالثة  
كنت أتصفح الفيسبوك (موقع اخر من مواقع الرعب الفوري) ، لأجد فيديو معنونا ب "عائلة تنجو من حريق بعد قفزها من النافذة" ، قمت بتشغيله ، ثم أوقفته فجأة لأتمعن في المبنى ، أخذت بلون المدخل ، لون أصفر شبه داكن ، رسمت :- 


قمت برسم بضعة خطوط ، وكذلك برسم مثلث ، حاولت تقديم ألوان الدخان فنيا ، وحرصت أن يكون الأصفر شبه الداكن هو النجم البارز في هذا العرض . 
 
صنعت من الموقف عملا فنيا ، ونسيت أن أتابع مشاهدة الفيديو حتى النهاية لأعرف ان كانت العائلة استطاعت النجاة ، أم لا .  
الفن استغلالي  
الفن يذكرك ، ويفقدك الذاكرة .  

No comments:

Post a Comment